فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي الليلة جلسة طارئة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية، وذلك عقب محاولة الاحتلال الإسرائيلي اغتيال الوفد المفاوض في حركة حماس.
وذكرت الوكالة، أن الاجتماع تقرر بطلب من الجزائر وباكستان، ومن المقرر أن يُعقد الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القدس المحتلة.
وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأول مرة على الهجوم، مؤكداً أن القرار كان من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وليس منه. وكتب عبر منصته TruthSocial أن "قصف قطر، الحليف المقرب من واشنطن والذي يعمل بجهد من أجل الوساطة، لا يخدم المصالح الأميركية أو الإسرائيلية".
وأضاف ترامب أن "استهداف حماس يبقى هدفاً مشروعاً"، وفق رأيه، لكنه أبدى أسفه لضرب “صديقة للولايات المتحدة”، مؤكداً أنه وجّه مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف لإبلاغ القطريين بعد فوات الأوان. وأشار إلى أنه يريد إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى، معتبراً أن “الحادث المؤسف” قد يشكل فرصة للسلام.
وفي الدوحة، أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تشكيل فريق قانوني لدراسة الرد المناسب، مؤكداً أن قطر لن تقبل بانتهاك سيادتها، وأنها تحتفظ بحقها في الرد.
ووصف آل ثاني الهجوم بأنه “عملية إرهابية إسرائيلية”، واتهم تل أبيب بتقويض المفاوضات التي تجري بطلب أميركي. وأوضح أن واشنطن لم تبلغ بلاده إلا بعد دقائق من بدء القصف، بينما استخدمت إسرائيل “سلاحاً لم ترصده الرادارات”.
وأورد بيان رسمي أن الرئيس ترامب تحدث هاتفياً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، معرباً عن تضامنه مع الدوحة وإدانته المساس بسيادتها، داعياً لمواصلة الوساطة لوقف الحرب. من جانبه، أكد الأمير أن "إسرائيل" تتحمل مسؤولية التصعيد الذي يعطل جهود التهدئة ويهدد استقرار المنطقة.
والهجوم غير المسبوق على الأراضي القطرية أثار صدمة دولية، وتصدر نشرات الأخبار في كبريات وسائل الإعلام العالمية. وكالة “أسوشيتد برس” اعتبرت أن قصف أراضي حليف رئيسي للولايات المتحدة، الذي يحتضن قاعدة العديد الأميركية الأكبر في الشرق الأوسط، يمثل تصعيداً خطيراً يهدد بانهيار مسار المفاوضات حول غزة والصفقة الخاصة بالأسرى. فيما وصفت “رويترز” العملية بأنها “ضربة قاصمة” لمساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار.
صحيفة “نيويورك تايمز” رأت أن القصف يقوّض مكانة قطر كوسيط رئيسي، مشيرة إلى أنه وقع قرب مدارس وسفارات وأثار ذعراً في الدوحة. أما شبكة CNN فحذرت من أن الخطوة قد تدمر صورة قطر كمنصة محايدة للمفاوضات، ليس فقط بين حماس وإسرائيل بل أيضاً في ملفات أخرى. أما “وول ستريت جورنال” فأشارت إلى أن الهجوم يجسد “تصعيداً حاداً” ضد حماس، حتى وإن حاولت واشنطن التخفيف من حدة التوتر مع الدوحة.
بدورها، أوضحت BBC أن إسرائيل بدت كأنها تخلت تماماً عن خيار المفاوضات، فيما نقلت مخاوف عائلات الأسرى من أن العملية قد تكون حكم إعدام غير مباشر على ذويهم المحتجزين في غزة.
وفي واشنطن، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين لوفيت أن العملية “لا تخدم أهداف الولايات المتحدة أو إسرائيل”، مع إقرارها بأن القضاء على حماس يظل “هدفاً مشروعاً”. لكنها شددت على أن ترامب أعرب للأمير تميم عن أسفه لما جرى، ووعد بألا يتكرر الأمر على الأراضي القطرية، في محاولة لاحتواء تداعيات واحدة من أكثر الضربات إثارة للجدل منذ اندلاع الحرب.